كلمة رئيس آلمنتدى فى تدشين شبكة البرلمانيين الديمقراطيين العرب يوم الجمعة الموافق الثالث والعشرين من فبراير 2024.

 

الحضور الكريم دكتور مرزوقى ودكتور نور وأستاذ ماهر المذيوب الزملاء الأفاضل :
ونحن نفتتح شبكة البرلمانيين الديمقراطيين العرب اسمحوا لى فى البداية أحي هذا الجهد المتواصل لمجلسكمً الموقر ( مجلس التعاون العربي ) والله اسأل لكم مزيد من التقدم فى القول والعمل وفى الانتاج والانجاز.. يطيب لى ان اقول باسمى واسم زملائى فى مصر؛
اولا: سعيد جدا بهذه الدعوة الهامة وهى هامة بالفعل، واثمن العناوين والاهداف التى جاءت فى صلب الدعوة ( ثلاثة عناوين وسبعة أهداف )..
العناوين التى تحدثت عن الديمقراطيه والتنمية والحكم الرشيد فأقول:
تأتى أهمية هذا التدشين من اهمية مهام البرلمانيين وهى اعمال الرقابة والتشريع والتى هى صلب اعمال البرلمانات. وذلك لأن مشكلة واقعنا المعاصر فى البرلمانات العربية الرسمية التابعة للأنظمة كما تعلمون فى غياب الرقابة الحقيقية..
المشكلة ليست عجزا فى الثقافة ولاضيقا فى المادة ولاقلة فى العدد وانما مشكله واقعنا هى مشكلة الضمير الذى مات، مشكلة الغفله التى ضاعت فيها المبادئ وتقدم الهابط وساد الحقير .. بدون تشريعات تنظم حياة الناس تسود الفوضى وتعم البلوى، وبدون رقابه على هذه التشريعات ومايترتب عليها من اعمال تفسد الحياة ويغيب الحكم الرشيد هذا اولا.

وثانيا اسمحوا لى أن أتناول الهدف الثالث والخامس فى تدشين شبكتكم، الأول المتعلق بالدفاع عن حقوق النواب المعتقلين فى سجون الطغاة والظالمين ضد الانتهاكات، والثانى المتعلق بدعم ثقافات الحوار فى فض المنازعات واعتمادها كأساس للبرلمانات الخضراء

ثالثا؛ فى مصر خلال السنواتِ العشرِ الماضية تعرّضَ عددٌ كبيرٌ من النوابِ لسيلٍ من انتهاكاتِ حقوقِهم والتعدِّيْ عليهم، وبعضُهم نالَ الشهادةَ على يدِ الطغاةِ من الحكامِ، خمسة عشرَ نائبًا فى مصر تعرضوا للقتلِ الممنهِجِ والمغطى بحالةِ الاهمالِ الطبِيّ وحقيقةً انه اعدامٌ دونَ حكمٍ.. منهم الشهداء د. عصام العريان، د. حمدى حسن، د، فريد اسماعيل، استاذ ناصر الحافى وغيرهم.
عندنا فى مصر أكبر عدد من النواب يقبعون فى السجون لعشر سنوات متواصلة تحديدًا 106 نائب في مصر
وحدها، ويوجد نوابٌ معتقلونَ في تونسَ وفلسطينَ كذلك.
وفى الوقت الذى ندشّن فيه هذه الشبكة يقبعُ في سجونِ الاحتلالِ والطغاةِ ثلاثةٌ من رؤساءُ البرلماناتِ العربيةِ وهم:
أ. د محمد سعد الكتاتني، رئيسُ البرلمانِ المصريِّ الشرعيِّ الذى تم اعتقاله يوم 2/7/2013 قبل الانقلاب بيوم واحد، اكثر من عشر سنوات كاملة يعانى الظلم والقهر.. والشيخُ الجليلُ والمفكر الكبير الأستاذُ راشدٌ الغنوشي رئيسُ البرلمانِ التونسيِّ.. والاستاد الدكتور عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعيِّ الفلسطينيِّ.

وإننا نتطلع من هذا الشبكة د المرزوقي والدكتور نور والأستاذة كرمان أن يقوموا بواجباتِهم تجاه إخوانِهم المعتقلينَ، وأن تكونَ لهم مواقفَ ايجابيةٍ مناصرةٍ لقضيةِ المعتقلين.
نريدُ تحركاتٍ ومواقفَ واهتمام خاص بهذا الملف حقوقيا وقانونيا واعلاميا وسياسيا فى كل المحافل الدولية يهتمُ بنصرةِ المعتقلين والتعاضدِ معهم ضد الانتهاكات.
نريدُ اصدارَ بيانٍ تضامنيٍّ مع معتقلِي النوابِ في مصرَ و تونسَ وفلسطينَ باسمِ شبكة البرلمانيين الديمقراطين العرب وتضمينَ البيانِ ضمنَ بيان التدشين بالشبكة..
نريد كذلك مخاطبةُ المؤسساتِ والمنظماتِ الحقوقيَة والبرلمانيةَ ورؤساءَ الدولِ والحكوماتِ وعرضَ قضيةِ المعتقلينَ، والتوجهَ اليهم بالمساهمةِ في حلِ المشكلةِ التى مضى عليها عشرُ سنواتٍ.
ونريد تنسيقا مع المنتديات الموازية التى تخدم وتعمل فى هذا الاتجاة، بل ونريد تشكيلُ لجنةٌ متابعةٌ من ادارةِ المجلس العربي للعنايةِ بشأنِ النوابِ المعتقلينَ ورعايةِ ذوِيهم حتى يخرجوا سالمينَ مرفوعي الرأسِِ والهامةِ، موفوري الشرفِ والكرامة.

ولايفوتنى ان اقول عندنا فى الخارج ستة وسبعين زميلا من النواب حول العالم فى تركيا وكندا وأمريكا وأفريقيا واسيا والمملكة المتحدة وأوروبا يعانون الام الغربة المعقدة والمركبة.. كما لايفوتنى ان أتوّجه بالتحية لأرواح الشهداء 15 شهيدا فى الداخل والخارج من نواب مصر

رابعا ماجاء فى الهدف الخامس المتعلق بدعم ثقافة الحوار فى فض المنازعات اقول؛ بدون شك نحن سعداء كذلك بهذا التدشين بالشبكة من اجل تعميق التعارف والتآلف والتفاهم والتعاون والتناصر فى قضايا امتنا، سعداء بتبادل الأفكار وتعميق المفاهيم ونقل التجارب، وقد اعجبنى تعبير البرلمانات الخضراء ألذى جاء فى نص الدعوة، القائم على اعتماد ثقافة الحوار، فاسلوب التحدى ولو بالحج الدامغة اسلوب مرفوض وثبت فشله، واسلوب الحوار هو المطلوب.
بدون شك الحوار الهادف البناء الذى يرتكز على تبادل الافكار ونقل التراث والتجارب وتعميق وتصحيح المفاهيم هو الامل المنشود.
تحياتى وتقديرى وتمنياتى لمجلسكم المجلس العربي بالتقدم والرقى والتوفيق.

د. محمد عماد صابر